التوجه العلاجي المتكامل

التوجه العلاجي المتكامل لاضطراب تشتت الانتباه/ فرط النشاط - "نموذج القرار العلاجي"

تأليف د. هدى شعبان

عرض في مؤتمر( ARICON) الدولي وتم وضعه في مكتبة جامعة هارفارد – الولايات المتحدة الأمريكية، 2022

طورت الدكتورة هدى شعبان توجها علاجيا نموذجيا للأفراد الذين يواجهون مشكلات سلوكية وانفعالية نتيجة تحديات اضطراب تشتت الانتباه/ فرط النشاط. هو نموذج لتدخل علاجي متعدد الوسائط، وضع وفقا لأحدث النظريات والأبحاث التي تناولت هذا الاضطراب. ويهدف الى رفع "الوعي الذاتي" لدى الأفراد الذين يواجهون تحدياته. أطلقت عليه اسم "القرار".

القرار "D.E.C.I.S.I.O.N" هو اختصار لثماني خطوات علاجية: التشخيص "Diagnosis"، والتثقيف "Education"، وضبط النفس "Control"، وكبح السلوك "Inhibition"، والحديث الى الذات "Self-Talk"، وشمولية المهارات المستهدفة "Inclusiveness"، والتشجيع المستمر "Ongoing Encouragement"، وعدم الاستسلام "Never Quit". وقد تم توزيع هذه الخطوات على أربع مسارات علاجية (AASA): 1) مسار القبول والتواصل "Acceptance"، 2) التطور العاطفي وخلق الوعي "Awareness"، 3) وضع الاستراتيجيات لتعلم مهارات الوظائف التنفيذية "Strategize"، و 4) تقييم الذات والمثابرة "Accountability".

هو توجه علاجي قائم على نقاط قوة الأفراد الذين يواجهون تحديات اضطراب تشتت الانتباه/ فرط النشاط وصعوبات في التعلم، والقلق، والاكتئاب، وتحديات في تعلم المهارات العاطفية والاجتماعية والأكاديمية، وذلك من خلال استخدام تقنيات الكوتشينج المختلفة، والعلاج السلوكي المعرفي، والعلاج السلوكي الجدلي، واليقظة الذهنية، وغيرها من العلاجات. والهدف مساعدتهم على إتقان الإدارة الذاتية والتنظيم الذاتي.

لا ينكر هذا التوجه التحديات وأوجه القصور التي تصاحب اضطراب تشتت الانتباه/ فرط النشاط، ولكنه في الوقت نفسه يؤمن بقدرة هؤلاء الأفراد على تعلم المهارات التي ستساعدهم على تعديل سلوكياتهم وبناء حياة مليئة بالنجاح. ويسلط الضوء على ما يمكنهم القيام به لتمكين الذات والتغلب على أوجه القصور.

إنها محاولة لاستبدال النموذج القائم على العجز الذي حكم على مدى عقود التدخلات العلاجية التي حاولت إدارة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تشتت الانتباه/ فرط النشاط واستبداله بنموذج يمكّنهم مواجهة سمات هذا الاضطراب بدلاً من كسر إرادتهم بأفكار نمطية.

 

حائز على جائزة أفضل ورقة بحثية في مؤتمر(ARICELL/ARICPEST)، كينجز كوليدج King’s College – لندن، 2019

نموذج قائم على البحث العلمي

ظهر هذا التوجه العلاجي نتيجة دراسة طولية: كمية ونوعية امتدت من عام 2015 ولغاية عام 2017 وفازت بجائزة أفضل ورقة بحثية في مؤتمر (ARICELL/ARICPEST) لعام 2019 في جامعة الملك (King’s College) في لندن. بالإضافة إلى ذلك، تم عرضه في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية، كما تم إدراجه تحت فئة البرامج المبتكرة في مؤتمر ( (CHADDالدولي لعام 2021 في سانت لويس - الولايات المتحدة الأمريكية. كما تم تسجيله في مؤتمر (ARICELL/ ARICPEST) في جامعة هارفارد في عام 2022. وقد أظهرت الدراسة بوضوح أن لهذا التوجه العلاجي وأداة الكوتشينج العلاجي المرفقة به (DECISION_ DEAR_ 2_ ME) تأثير مهم وهادف على التنظيم الذاتي للطلاب، ومهارات الأداء، والصحة النفسية. وظهرت فروق ذات دلالة إحصائية بين مجموعة العلاج ومجموعة المقارنة، لصالح مجموعة العلاج، في جميع درجات المجموعات. فقد ساعد التدخل الذي قدمته الخطوات العلاجية الثمانية في نموذج "القرار" على بناء ثقة الطلاب بأنفسهم، وتعزيز مهاراتهم التنظيمية، وقدرتهم على إدارة الوقت. وأدت مشاركتهم في الدراسة إلى تحسين أدائهم الأكاديمي وتطوير المرونة المعرفية الضرورية لاستكشاف الحياة من منظور مختلف. وقد أدى ذلك الى نشأة نظرية النمو الذاتي المستدام (Self-Sustained Growth) التي وضعتها د. شعبان.

"النمو الذاتي المستدام" هو مسار تبدو جميع مكوناته في حركة مستمرة ودائمة. يشكل "مدار الوعي الذاتي" نقطة ارتكاز "للنمو" يستخدمه الفرد كرادار يحاول من خلاله تقصي ما يدور في عالمه من: احتياجات، وعواطف، وأفكار، وعادات تعيق تقدمه، وتحقيقه لأهدافه وذلك بهدف إيجاد حلول لها. وهو ما يتيح له ربط "ذاته الفعلية" مع "ذاته المثالية"

بعد أن يستثير "الوعي الذاتي" حشرية الفرد للتغيير، ينتقل الشخص إلى "مرحلة التقييم الذاتي" حيث يقوم بتقييم خبراته الناجحة، ونقاط قوته وضعفه والمهارات المفقودة لديه والتي يحتاج تطويرها لتحقيق أهدافه. ويبدأ بتطوير خطط العمل.

وبما أن مرحلة التنفيذ قد تكون مخيفة لكثير من الناس، يتخبط العديد في "منطقة الراحة" الخاصة بهم ويبدون عالقين في المدار الثالث وهو "مدار التنظيم الذاتي" فمنهم من يعجز عن تحقيق التغيير المنشود، ومنهم من يبدأ بتعلم كفاءة التنظيم الذاتي لحل مخاوفه الكامنة والأفكار التلقائية التي تستهلك جهوده للمضي قدمًا.

عندما يتم تحقيق هذا المحك المفصلي في تحقيق النمو (التنظيم الذاتي)، نصبح قادرين على التركيز على التغيير. وبالتالي، إستثارة تلك الرغبة الداخلية للنجاح والنمو والاندماج في خبرات الحياة والتعلم منها. وهو ما يحدث في "مدار الاندماج الذاتي" الذي سيتيح مرارا للفرد: صقل مهاراته، واتخاذ القرارات الصائبة لتطوير الذات وتحقيق النمو الذاتي المستدام.

تؤدي كل خبرة ناجحة الى تصميم أكبر على النجاح وخوض تجارب جديدة مما يزيد ثقة الفرد ب: نفسه، وقدراته، ويحثه على عيش لحظات الإنجاز مرات ومرات جديدة.

تعزز هذه المسارات دافعية الفرد لتطوير الذات. وتبدو كمدارات تدور أجرامها حول ذرة فردية تشكل "الوعي الذاتي" لكل تجربة فردية. في حين، وعلى نطاق أوسع، يمكننا أن نفهم كيف تترابط هذه الذرات معا لتشكل الذات الفردية لكل منا.

هذه هي نظرية "النمو الذاتي المستدام " التي وضعتها د. هدى شعبان. ونموذج(DECISION – DEAR 2 ME) الأداة التي يمكن استخدامها للوصول بالأفراد لتحقيق هذا النمو.

عليه، أن أي تغيير سلوكي مستدام يتحقق عندما يحقق الأفراد: أولا، "وعيا ذاتيا" يجعلهم تواقين للتعلم. وثانيا، قدرة على "إدارة مشاعرهم"، وتنظيمها بما يسمح لهم بالالتزام بالأهداف التي وضعوها والعمل على تحقيقها.

arAR
× اتصل بنا